تعرف على أفضل أنواع القرفة و٨ فوائد للجسم

القرفة من التوابل المشهورة بطعمها اللذيذ وخواصها الطبية منذ آلاف السنين، يعود تاريخها إلى مصر القديمة حيث اعتادت أن تكون نادرة وقيمة وكانت تعتبر هدية مناسبة للملوك.

أفضل أنواع القرفة

وتستخرج القرفة من اللحاء الداخلي للأشجار المعروفة علمياً باسم القرفة، وموطنها الأصلي هي سريلانكا وهناك نوعان رئيسيان من القرفة:

القرفة من النوع السيلاني: تعرف أيضًا باسم القرفة الحقيقية، ولها مزايا صحية أكبر من الأنواع الأخرى.

القرفة من نوع كاسيا: وهي منتشرة بشكل أكبر والتي تباع في الأسواق يشار إليها عمومًا باسم “القرفة”.

تصنع القرفة عن طريق قطع سيقان أشجار القرفة، ثم يتم استخراج اللحاء الداخلي وإزالة الأجزاء الخشبية. تتشكل منها شرائط يتم طيها على شكل لفائف، وعندما تجف تسمى عيدان القرفة. ويمكن أن تطحن هذه العيدان لتشكيل مسحوق القرفة.

وتعود رائحة ونكهة القرفة المميزة إلى الجزء الزيتي، والتي تحتوي على نسبة عالية جدًا من مركب سينامالدهيد [١]. و يعتقد العلماء أن هذا المركب مسؤول عن معظم التأثيرات القوية للقرفة على الصحة والتمثيل الغذائي.

جميع أنواع القرفة لها فوائد صحية. لكن نوع كاسيا قد تسبب مشاكل في الجرعات الكبيرة بسبب محتوى الكومارين، ولسوء الحظ، فإن معظم القرفة الموجودة في محلات السوبر ماركت هي من النوع الأرخص كاسيا.

النوع السيلاني “القرفة الحقيقية” أفضل بكثير، وتشير الدراسات إلى أنها أقل بكثير في الكومارين من نوع كاسيا.  يمكن العثور على النوع السيلاني الأفضل في بعض متاجر الأطعمة الصحية، أو في المتاجر الإلكترونية.

تعرف على ٨ فوائد صحية للقرفة مدعومة بالبحث العلمي:

١. غنية بمضادات الأكسدة

تحمي مضادات الأكسدة الجسم من الأكسدة التي تسببها الجذور الحرة. القرفة محملة بمضادات الأكسدة القوية. حيث تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة القوية للغاية فهي غنية بالسينامالديهايد، والبوليفينول. [٢]

في دراسة قارنت بين نشاط مضادات الأكسدة في ٢٦ نوع من التوابل، كانت القرفة في المقدمة، حتى أنها تفوقت على “الأطعمة الفائقة” مثل الثوم والأوريغانو.  وكانت قوية للغاية بحيث يمكن استخدام القرفة كمادة حافظة طبيعية في الأغذية. [٣] [٤]

٢. جيدة للالتهابات

تشير الدراسات إلى أن القرفة لها خصائص قوية مضادة للالتهابات، وبذلك تساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

ومن بين ١١٥ نوع من الطعام تم اختباره كانت القرفة من النوع السيلاني من أقوي الأطعمة المضادة للالتهابات. حيث تم عزل العديد من المركبات الفلافونيدية في القرفة التي لها خواص مضادة للالتهابات. على سبيل المثال غوسيبين، غنافالين، هيسبيريدين، هيبيفولين، هيبولايتين، أوروكسينيدين و كويرسيتين.

يمكن أن يصبح الالتهاب مشكلة عندما يكون الالتهاب مزمن وموجه ضد أنسجة الجسم. وتساعد القرفة الجسم على مكافحة الالتهاب وتقليل أهم العلامات الالتهابية الموجودة في الجسم وإصلاح تلف الأنسجة. [٥]

٣. تقلل من عوامل أمراض القلب

ترتبط القرفة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة المبكرة في العالم. قد تحسن القرفة بعض عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب. بما في ذلك الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم.

بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع ٢، فقد تبين أن ١ غرام أو حوالي نصف ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا له آثار مفيدة على علامات الدم.

فهو يقلل من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار “LDL” والدهون الثلاثية ، بينما يظل كولسترول الجيد  “HDL” مستقرًا. [٦]

في الآونة الأخيرة ، خلصت دراسة مراجعة كبيرة إلى أن جرعة القرفة التي تبلغ ١٢٠ ملغ فقط في اليوم يمكن أن يكون لها هذه الآثار. في هذه الدراسة، زادت القرفة من مستويات الكوليسترول الجيد، وفي دراسات أخرى تبين أن القرفة تقلل من ضغط الدم. كل هذه العوامل قد تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب. [٧][٨]

٤.  جيدة للسكري

هرمون الأنسولين، هو أحد الهرمونات الرئيسية التي تنظم عملية الأيض واستخدام الطاقة. وهو المسؤول عن دخول سكر الدم إلى خلايا الجسم لتحويله إلى طاقة.

وعندما تقل حساسية هرمون الأنسولين في الجسم وتنخفض استجابة خلايا الجسم لتأثيره، يصبح هناك مقاومة للأنسولين. وهذه هو السمة الأساسية للحالات الخطيرة مثل متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع ٢.

الخبر السار هو أن القرفة يمكن أن تقلل بشكل كبير من مقاومة الأنسولين، مما يساعد هذا الهرمون المهم في القيام بعمله. حيث من أهم فوائد القرفة أنها تخفض مستويات السكر في الدم، وتساهم في علاج مرضى السكري.

ويمكن للقرفة أن تخفض نسبة السكر في الدم عن طريق عدة آليات أخرى. فمثلًا تبين أن القرفة تقلل كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد الوجبة الغذائية. وتقوم بذلك عن طريق التداخل مع العديد من الإنزيمات الهضمية، مما يؤدي إلى إبطاء هضم الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي. 

وبطريقة أخرى يمكن لمركب في القرفة أن يعمل على الخلايا من خلال محاكاة الأنسولين، وهذا يحسن بشكل كبير امتصاص الجلوكوز، على الرغم من أنه يعمل بشكل أبطأ بكثير من الأنسولين نفسه. [٩]

وقد أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على البشر الآثار المضادة للسكري للقرفة حيث أظهرت أنه يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم خلال الصيام بنسبة ١٠ – ٢٩٪. [١٠]

الجرعة الفعالة هي عادة ١-٢ غرام أو حوالي من ٠٫٥ إلى ٢ ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا.

٥. تساعد في تحسن الرعاش وألزهايمر

تتميز أمراض التكاثر العصبي بفقدان تدريجي لهيكل أو وظائف خلايا المخ، وأكثرها شيوعًا مرض الزهايمر وشلل الرعاش (الباركنسون)، وتبين الدراسات أن القرفة تساعد في تحسن هذه الأمراض.

يبدو أن هناك مركبان موجودان في القرفة يمنعان تراكم بروتين يسمى تاو  في الدماغ، وهو أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر. [١١]

في دراسة أجريت على فئران مصابة بمرض باركنسون، ساعدت القرفة في حماية الخلايا العصبية ومستويات ناقل الحركة العصبية الطبيعية وتحسين الوظيفة الحركية. [١٢]

٦. القرفة للسرطان

تمت دراسة القرفة على نطاق واسع لاستخدامها المحتمل في الوقاية من السرطان وعلاجه، وكانت النتيجة أن القرفة قد تحمي من السرطان. [١٣]

ويعود تأثير القرفة المضاد للسرطان من خلال الحد من نمو الخلايا السرطانية وتكوين الأوعية الدموية في الأورام. كما يبدو أن القرفة سامة للخلايا السرطانية، مما تسبب في موت الخلايا السرطانية.

كشفت دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان القولون أن القرفة منشط قوي لإنزيمات إزالة السموم في القولون، مما يحمي من زيادة نمو السرطان. [١٤] وتم دعم هذه النتائج من خلال تجارب أنبوب الاختبار، والتي أظهرت أن القرفة ينشط الاستجابات الواقية المضادة للأكسدة في خلايا القولون البشري. [١٥]

٧. جيدة للعدوى البكتيرية والفطرية والفيروسية

يمتلك مركب سينامالديهيد الموجود في القرفة خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، والتي قد تقلل من الالتهابات وعدوى الإصابة.

وقد ثبت أن زيت القرفة يعالج بفعالية التهابات الجهاز التنفسي التي تسببها الفطريات، كما يمكن أن تمنع القرفة من نمو بعض البكتيريا، بما في ذلك الليستيريا والسالمونيلا. [١٦]

وتساعد التأثيرات المضادة للميكروبات للقرفة أيضًا على منع تسوس الأسنان وتقليل رائحة الفم الكريهة. [١٧]

أظهرت الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار أن القرفة يمكن أن تساعد في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري. [١٨] ووجدت دراسة مختبرية تبحث في الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أن القرفة كانت هي العلاج الأكثر فاعلية لجميع النباتات الطبية الـ٦٩ التي تمت دراستها. [١٩]

٨. تساهم في علاج تكيس المبايض

تكيس المبايض هي  أحد الأسباب الشائعة للعقم لدى النساء،ويؤدي إلى اختلال في انتظام الدورة وزيادة العلامات الرجولية لدى النساء مثل ظهور الشعر في أماكن مختلفة من الجسم.

تكيس المبايض له أسباب متعددة منها ارتفاع مقاومة الأنسولين، ووجود درجة منخفضة من الالتهاب في الجسم، أو قد يكون بسبب زيادة إفراز الهرمونات الذكورية،  أو تعرض الجسم إلى برودة شديدة.

وجدت دراسة تجريبية حديثة أن القرفة تقلل من مقاومة الأنسولين عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وتساهم في علاجهن من تكيس المبايض، كما تساعد في الوقاية من زيادة الوزن لديهن. [٢٠]

ويمكن أن تساعد القرفة من النوع السيلاني أيضًا في التخفيف من نزيف الحيض الشديد المرتبط بالأمراض النسائية مثل التهاب بطانة الرحم وزيادة الطمث والأورام الليفية الرحمية.

نصيحتنا حول استخدام القرفة

تناول القرفة بشكل يومي،  فهي مفيدة في مقاومة السكري، وتقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب وتحتوي على مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية الأخرى.

ومن الأفضل استخدام القرفة من النوع السيلاني (القرفة “الحقيقية”)، حيث يحتوي نوع كاسيا على كميات كبيرة من مركب يسمى الكومارين، والذي يعتقد أنه ضار بجرعات كبيرة، لذا يفضل التمسك بجرعات صغيرة إذا كنت تستخدم نوع كاسيا، بمقدار ملعقة صغيرة يوميا (أو عود صغير مقطع) مضافة إلى كوب الشاي الأخضر.