أكثر من ٢٠٠٠ دراسة علمية تثبت وجود العديد من الفوائد الصحية لزيت جوز الهند وأنه يمكن اعتباره أحد أفضل الأطعمة الصحية على الإطلاق. يحتوي زيت جوز الهند على تركيبة فريدة من الأحماض الدهنية التي لها آثار إيجابية على صحة الجسم، مثل فقدان الدهون، وتحسين وظائف الدماغ والعديد من الفوائد الصحية.
كشفت الأبحاث أنّ السر الذي يكمن وراء فوائد زيت جوز الهند هو احتوائه على نوع من الدهون ذات الخصائص الطبية الفعالة التي تسمى بالأحماض الدهنية متوسطة السلسلة “أ. د. م. س. (MCFAs)، وقد تسمى أحيانًا ب الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة “د. م. س.” (MCTs).
معظم الدهون التي نستهلكها تستغرق وقتًا أطول للهضم مقارنة بِ الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة “د. م. س.” الموجودة في زيت جوز الهند التي توفر مصدرًا مثاليًا للطاقة، إذ أنها تمر خلال عملية تتكون من ثلاث خطوات فقط لتحويلها إلى طاقة، مقابل عملية من ٢٦ خطوة تمر خلالها الدهون الأخرى.
على عكس الأحماض الدهنية طويلة السلسلة الموجودة في العديد من الزيوت النباتية، فإن “د. م. س.” (MCTs) فهي تهضم بشكل أسهل، حيث أنها صغيرة الحجم، مما يتيح سهولة نفاذيتها وسهولة معالجتها في الكبد للحصول على طاقة فورية. وهذا يعني أنه يتم تحويلها على الفور إلى طاقة بدلاً من تخزينها كدهون.
وقد وُجد أنّ الشعوب التي تتناول الكثير من زيت جوز الهند الصحي لا يعانون من الأمراض المزمنة مثل البلدان الغربية. أفضل مثال يمكن ذكره هنا هو سكان جزر توكي لاو الذين يتناولون جوز الهند بنسبة أكثر من ٦٠٪ من مجموع السعرات الحرارية لطعامهم اليومي، إذ يتمتعون بصحة ممتازة مع معدلات منخفضة للغاية من أمراض القلب. (١)
نذكر هنا ٨ من فوائد زيت جوز الهند مثبتة علميا:
١. زيت جوز الهند لعلاج الكبد الدهني
السمنة هي أحد أكبر المشاكل الصحية التي تواجه العالم، لكن يعتقد الكثير من الناس أن السمنة ليست سوى مسألة تتعلق بكمية السعرات الحرارية المتناولة، في حين مصادر هذه السعرات الحرارية مهمة أيضًا.
يمكن أن تعمل “د. م. س.” (MCTs) الموجودة في زيت جوز الهند على حرق عدد اكبر من السعرات الحرارية مقارنة بأنواع الدهون الأخرى. (٢)
فقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول ما بين ١٥ إلى ٣٠ غرامًا من د. م. س. يوميا زادت من حرق الطاقة على مدار الساعة بنسبة ٥٪، أي ما مجموعه ١٢٠ سعرة حرارية في اليوم. (٣)
وثبت أن زيت جوز الهند فعال بشكل خاص في تقليل دهون البطن، والتي تتواجد في تجويف البطن وحول الأعضاء؛ مثل الكبد الدهني؛ التي تعتبر أخطر الدهون المتراكمة في الجسم، وترتبط بشكل كبير مع العديد من الأمراض المزمنة. (٤)
ففي دراسة شملت ٤٠ امرأة مصابة بالسمنة في منطقة البطن أدى تناول ٣٠ مل (ملعقتان كبيرتان) من زيت جوز الهند البكر يوميًا إلى انخفاض كبير في كل من مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر خلال فترة ١٢ أسبوعًا. (٥)
ولاحظت دراسة أخرى شملت ٢٠ من الذكور البدينين انخفاض محيط الخصر بمقدار ١,١ بوصة (٢,٨٦ سم) بعد ٤ أسابيع من تناول ٣٠ مل (ملعقتان كبيرتان) من زيت جوز الهند يوميًا. (٦)
لذلك فإن استبدال زيت جوز الهند بالزيوت الأخرى التي تستعمل في الطبخ قد يكون له فائدة كبيرة في إنقاص الوزن خصوصا في محيط الخصر.
٢. زيت جوز الهند لتعزيز الحمية الغذائية
ومن فوائد زيت جوز الهند أن الأحماض الدهنية في زيت جوز الهند تقلل الشهية بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى انخفاض وزن الجسم على المدى الطويل.
ففي إحدى الدراسات، تم تغذية ٦ رجال أصحاء بكميات متفاوتة من الدهون الثلاثية متوسطة وآخرين بدهون طويلة السلسلة.
وكان الرجال الذين حصلوا على “د. م. س.” (MCTs) تناولوا في المتوسط ٢٥٦ سعرة حرارية أقل في اليوم. (٧)
واكتشفت دراسة أخرى أجريت على ١٤ رجلاً أصحاء أن أولئك الذين تناولوا معظم د. م. س. في الإفطار تناولوا سعرات حرارية أقل في الغداء. (٨)
قد يكون هذا مرتبطًا بالطريقة التي يتم بها استقلاب هذا النوع من الدهون، إذ تؤدي إلى تكوّن الكيتونات التي يمكن أن يكون لها تأثير يقلل الشهية. (٩)
٣. زيت جوز الهند لزيادة الكولسترول الجيد
يحتوي زيت جوز الهند على دهون طبيعية مشبعة تزيد من نسبة الكوليسترول الجيد في الجسم، وقد تساعد أيضًا في تحويل الكولسترول الضار -البروتين الدهني المنخفض الكثافة- (LDL) إلى شكل أقل ضررًا وإلى زيادة الأنواع الحميدة من الكوليسترول -البروتين الدهني العالي الكثافة- (HDL).
في إحد٠ى الدراسات التي شملت ٤٠ امرأة، قلل زيت جوز الهند من الكوليسترول الكلي والبروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL) بينما زاد البروتين الدهني العالي الكثافة (HDL) مقارنة بزيت فول الصويا. (١٠)
وأظهرت دراسة أخرى شملت ١١٦ مريضا أن البرنامج الغذائي الذي شمل زيت جوز الهند رفع مستويات الكوليسترول الجيد، المرتبط ب تحسين صحة الأيض وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. (١١)
زيت جوز الهند الغني بالدهون المشبعة الطبيعية من نوع “د. م. س.” (MCTs) يفيد القلب عن طريق خفض الدهون الثلاثية.
٤. زيت جوز الهند كمضاد حيوي طبيعي
يمكن للأحماض الدهنية في زيت جوز الهند أن تساعد في منع الالتهابات، وأن تساعد في القضاء على مسببات الأمراض الضارة.
يشكل حمض اللوريك الذي يحتوي على ١٢ كربون حوالي ٥٠٪ من الأحماض الدهنية الموجودة في زيت جوز الهند. عندما يتم هضم حمض اللوريك، فإنه يشكل أيضًا مادة تُسمى مونولاورين. يستطيع كل من حمض اللوريك و مركب المونولاورين القضاء على مسببات الأمراض الضارة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات. (١٢)
وقد ثبت أن هذه المواد تساعد في قتل البكتيريا من نوع المكوِّرات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والفطريات البيضاء (Candida albicans) التي تعتبر مصدر شائع للإصابة بعدوى فطريات القدم. (١٣ ، ١٤)
كما يساعد زيت جوز الهند في علاج وإزالة التهاب المسالك البولية والكلى، حيث يمكن أن تعمل الأحماض الدهنية الموجودة في زيت جوز الهند من نوع “د. م. س.” (MCTs) كمضاد حيوي طبيعي عن طريق تعطيل الغلاف الدهني الموجود على سطح البكتيريا والقضاء عليها. كما تظهر الأبحاث أيضًا أن زيت جوز الهند يحمي الكبد مباشرةً من التلف. (١٥)
وفي دراسة حديثة أخرى وجد أن زيت جوز الهند كان يعمل كمسكن ومضاد للالتهابات، ووجد في دراسة أن المستويات العالية لمضادات الأكسدة الموجودة في زيت جوز الهند البكر تعمل على علاج التهاب المفاصل بفعالية أكبر من الأدوية الرائدة. (١٦)
٥. زيت جوز الهند لعلاج الصرع
يمكن ل د. م. س.” (MCTs) في زيت جوز الهند أن تزيد من تركيز الكيتونات في الدم، والتي يمكن أن تساعد في تقليل النوبات عند الأطفال المصابين بالصرع.
الأحماض الدهنية الموجودة في زيت جوز الهند يتم تحويلها في الكبد مباشرة إلى كيتونات، التي تدخل في ما يسمى بالنظام الغذائي الكيتوني. (١٧)
يتضمن هذا النظام الغذائي تناول عددًا قليلًا جدًا من الكربوهيدرات وكميات كبيرة من الدهون الصحية، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في تركيز الكيتونات في الدم.
النظام الغذائي الكيتوني يقلل بشكل كبير من معدل النوبات لدى الأطفال المصابين بالصرع، حتى أولئك الذين لم ينجحوا مع أنواع مختلفة من الأدوية. (١٨ ، ١٩)
٦. زيت جوز الهند لقرحة المعدة والتهاب القولون التقرحي
من فوائد زيت جوز الهند أنه يحسن عملية الهضم، حيث يساعد في امتصاص المعادن الضرورية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين د وفيتامين ك.
كما أنّ تناول زيت جوز الهند مع أحماض أوميجا ٣ الدهنية، يمكن أن يزيد من فعاليتها مرتين، لأنه يجعلها متاحة بسهولة ليتم هضمها واستخدامها من قبل الجسم.
يمكن أن يساعد زيت جوز الهند على تحسين البكتيريا الجيدة في الأمعاء (الفلورا) وتحسين صحة الأمعاء عن طريق تدمير البكتيريا السيئة والفطريات. فالفطريات يمكن أن تقلل من حمض المعدة، وذلك قد يسبب التهابات معوية وسوء هضم. كل هذا يعني أن زيت جوز الهند يفيد في صحة الجهاز الهضمي ويساعد في علاج أو منع قرحة المعدة والتهاب القولون التقرحي.
٧. زيت جوز الهند لصحة الشعر والبشرة والأسنان
من فوائد زيت جوز الهند أنه يعمل بشكل رائع كمطهر للوجه ومرطب وكطبقة واقية من الشمس، لكنه أيضًا قادر على علاج العديد من الأمراض الجلدية نظرًا لاحتوائه على الأحماض الدهنية مثل حمض الكابريليك وحمض اللوريك اللذان يقللان من الالتهابات داخليا وخارجيا ويعملان على ترطيب الجلد، مما يجعله حلًّا رائعا لكثيرٍ من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، وقشرة الرأس، والحروق، والتهاب الجلد والصدفية.
ويمكن استعمال زيت جوز الهند للبشرة، حيث يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة التي تجعله مثاليًا للشفاء، وله مفعول مثل المضادات للميكروبات والفطريات التي يمكن أن تسبب العديد من الأمراض الجلدية.
يمكن أيضًا استخدام زيت جوز الهند موضعياً، حيث أظهرت الدراسات أنه فعال كمرطب للبشرة ويحمي من تلف الشعر.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الأفراد ذوي البشرة الجافة أن زيت جوز الهند يمكن أن يحسن مستوى الرطوبة في الجلد، ويمكن أن يقلل أيضًا من أعراض الأكزيما. (٢٠ ، ٢١)
يمكن أن يكون زيت جوز الهند أيضًا واقيًا ضد تلف الشعر. كما تظهر إحدى الدراسات فعاليته كواقي من أشعة الشمس الضعيفة، حيث يحجب حوالي ٢٠٪ من أشعة الشمس فوق البنفسجية. (٢٢ ، ٢٣)
ويمكن استخدام زيت جوز الهند كغسول الفم عن طريق المضمضة بالزيت، والتي يمكن أن تقتل بعض البكتيريا الضارة في الفم، وتحسن من صحة الأسنان وتقلل من رائحة الفم الكريهة. (٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦)
لمزيد من المعلومات حول فوائد المضمضة بزيت جوز الهند (راجع هذه المقالة)
٨. زيت جوز الهند لتحسين الذاكرة.. جيد لمرضى الخرف
من فوائد زيت جوز الهند وجد الباحثون أن الأحماض الدهنية من نوع “د. م. س.” (MCTs) في زيت جوز الهند تعمل على تحسين الذاكرة، في دراسة أجريت عام ٢٠٠٤ ونشرت في مجلة علم الأعصاب للشيخوخة، وجد أن الأحماض الدهنية في زيت جوز الهند يمكن أن تعزز وظائف الدماغ لدى مرضى ألزهايمر.
يوجد لدى مرضى ألزهايمر قدرة منخفضة على استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة في أجزاء معينة من الدماغ، وعند تناول “د. م. س.” (MCTs) يتم امتصاصها بسهولة في الجسم حيث يمكنها الوصول إلى الدماغ دون استخدام الأنسولين، وبالتالي، فهي قادرة على تغذية خلايا الدماغ بشكل أكثر كفاءة. (٢٦)
وأشارت الدراسات إلى أن “د. م. س.” (MCTs) يمكن أن تزيد من مستويات الكيتونات في الدم، التي يمكن أن توفر مصدرًا بديلا للطاقة لخلايا الدماغ المريضة، وتقلل من أعراض مرض ألزهايمر. (٢٧)
روابط لأفضل أنواع زيت جوز الهند العضوي..