فطر عيش الغراب يقلل من خطر الاصابة بسرطان البروستاتا

تناول فطر عيش الغراب بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا (بيكسابي)

وجدت دراسة جديدة علاقة عكسية بين استهلاك فطر عيش الغراب (المشروم) والإصابة بسرطان البروستاتا بين الرجال اليابانيين في منتصف العمر وكبار السن، مما يشير إلى أن تناول هذا النوع من الفطر بانتظام قد يساعد في منع سرطان البروستاتا.

في هذه الدراسة الأولى من نوعها، وجد باحثون يابانيون علاقة بين تناول فطر عيش الغراب وتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ونشروا نتائجهم في المجلة الدولية للسرطان.

وعلى الرغم من أن علاج هذا النوع من السرطان يتحسن باستمرار، فلا يوجد علاج ولا طريقة لمنعه، ومع ذلك، تشير الدلائل إلى أن الأكل الصحي قد يقلل من المخاطر.

تشير هذه الدراسة الجديدة إلى أن تناول فطر عيش الغراب (المشروم) بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. فعند تمكن العلماء من تحديد التدخلات الغذائية البسيطة التي يمكن أن تقلل من هذا الخطر، ولو بكمية صغيرة يمكن أن يحدث ذلك فرقًا ضخما وتأثيرا وقائيا كبيرا على مستوى عدد الإصابات بالسرطان على المستوى العالمي.

فطر عيش الغراب طعام رخيص الثمن ومستهلك على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وقد أشارت الأبحاث إلى أن بعض المركبات في الفطر لها خصائص مضادة للسرطان، ومضادة للالتهابات، ومضادة للسكري، وأن المستخلصات من بعض أنواع الفطر يمكن أن تبطئ نمو الأورام.

ووفقًا لدراسة سابقة أُجريت علي مسحوق فطر عيش الغراب من النوع الأبيض (المشروم الأبيض)  على الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتكرر، وجد الباحثون أن مستخلص هذا الفطر يقلل من العلامة الحيوية الأولية لسرطان البروستاتا – مستضد تتبع البروستاتا –  (PSA)،  وأن المشروم الأبيض يعزز من استجابة الجسم المناعية ضد سرطان البروستاتة.

أما هذه الدراسة الحديثة فهي الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين كمية استهلاك فطر عيش الغراب أو المشروم بشكل عام أو بدون تحديد نوعه وحدوث سرطان البروستاتا بين السكان.

وجمع الباحثون بيانات ل ٣٦٤٩٩ من الرجال اليابانيين الذين تتراوح أعمارهم بين ٤٠ و٧٩ عامًا والذين تم متابعتهم لمدة متوسطة بلغت ١٣٫٢ عامًا.

استخدم العلماء استبيانات لجمع معلومات حول النظام الغذائي، والتاريخ الطبي، ومستويات النشاط البدني، وحالة التدخين، وعادات الشرب، ومستويات التعليم، ثم قاموا بتعيين كل مشارك في مجموعة من خمس مجموعات بناءً على استهلاكهم لفطر عيش الغراب:

عدم استهلاك الفطر (تقريبا): ٦٫٩ ٪ من المشاركين
تناول الفطر مرة أو مرتين كل شهر: ٣٦٫٨٪
تناول الفطر مرة أو مرتين كل أسبوع: ٣٦ ٪
تناول الفطر ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع: ١٥٫٧٪
تناول الفطر كل يوم تقريبًا: ٤٫٦٪

خلال فترة المتابعة، كانت هناك ١٢٠٤ إصابة بسرطان البروستاتا، أي ما يعادل ٣٫٣ ٪ من المشاركين.

ولاحظ العلماء تأثيرا كبيرا لتناول فطر عيش الغراب:

ارتبط استهلاك فطر عيش الغراب مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة ٨ ٪ مقارنة مع أولئك الذين يتناولون الفطر أقل من مرة واحدة في الأسبوع، وارتبط استهلاك الفطر ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع مع انخفاض الخطر بنسبة ١٧ ٪، وبذلك وبذلك استنتج العلماء أنه كلما زاد تناول فطر عيش الغراب (المشروم) كلما زادت نسبة الوقاية من سرطان البروستاتا.

كانت هذه العلاقة ظاهرة حتى بعد السيطرة على مجموعة من العوامل الأخرى مثل تاريخ العائلة من السرطان وتعاطي الكحول والتبغ، وتناول القهوة.

وكان التأثير ظاهرا بشكل كبير عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن ٥٠ سنة. ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون لأن سرطان البروستاتا يحدث نادرا في الرجال الأصغر سنا.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي شو تشانغ من كلية الصحة العامة بجامعة توهوكو في اليابان “بما أنه لم يتم جمع المعلومات المتعلقة بأنواع فطر عيش الغراب، فمن الصعب معرفة أي نوع من فطر عيش الغراب (المشروم) الذي قد ساهم في ظهور هذه النتائج”، وبشكل عام تناول فطر عيش الغراب (المشروم) له فوائد صحية كثيرة.

على الرغم من أنه لم يتم الكشف عن الكيفية التي يتمكن بها فطر عيش الغراب حماية الجسم من السرطان، إلا أن الباحثين يعتقدون أن هذا التأثير قد يكون بسبب بعض أنواع مضادات الأكسدة الخاصة التي تحتوي عليها بعض أنواع فطر عيش الغراب (المشروم) مثل الإرغوتيوناين و الغلوتاتيون، وكلاهما من مضادات الأكسدة القوية.

عن د. خالد جميل سرحان

د. خالد جميل سرحان درس الطب البشري في جامعة فيينا للطب، وأكمل تخصصه في طب الأسرة.

شاهد أيضاً

التنس والاسكواش الأكثر صحة للجسم

توصلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة رياضة المضارب مثل التنس والاسكواش والسباحة والأيروبيك وركوب الدراجات بانتظام يؤدي إلى تقليل معدل الوفيات بين ممارسيها