تعتبر ثمار العوسج (توت الغوجي) من الأغذية الفائقة والتي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وهذه الثمار غنية بالألياف والبروتين.
وكما هو معروف فإن الموطن الأصلي لتوت الغوجي (العوسج) هي آسيا، ولا زالت تستعمل لأكثر من ألفي عام كعشب طبي ومكمل غذائي.
وازدادت شعبية هذه الثمار الصغيرة في الغرب، حيث تتراوح فوائدها المزعومة بين الآثار المضادة للشيخوخة وتنظيم الجلوكوز ودعم وظائف المناعة.
المدهش في توت الغوجي (العوسج) أنه أكثر أنواع التوت الذي يحتوي على البروتين بنسبة تصل إلى ١١٪، بينما لا تتعدى نسبة البروتين ١٪ في كل من التوت الأزرق أو العليق الأحمر.
توت الغوجي (العوسج) يحتوي على ١٨ نوع من الأحماض الأمينية المختلفة، بالإضافة إلى أكثر من ٢٠ المعادن الأخرى، بما في ذلك الزنك والحديد والفوسفور والريبوفلافين (فيتامين ب٢)، ويقدم توت الغوجي البيتا كاروتين أكثر من الجزر، ويحتوي توت الغوجي على معدن الحديد بكمية أكثر من فول الصويا والسبانخ، مما يجعله مصدرا جيدا للمساعدة في الوقاية من نقص الحديد، كما أن توت الغوجي غني أيضا بالنحاس والسيلينيوم والزنك. هذه المعادن ضرورية للمناعة وحماية الخلايا والمساعدة في تحسين عملية التمثيل الغذائي، وهي مهمة للهيموغلوبين ولوظائف جميع الأعضاء.
المحتوى الغذائي لتوت الغوجي (العوسج)
تحتوي حصة واحدة من توت الغوجي (العوسج) المجفف (حوالي ٢٥ جرامًا) على حوالي:
السعرات الحرارية: ٧٠
السكر: ١٢ غرام
البروتين: ٤ غرام
الألياف: ٥ غ
الدهون: ٠٫١ غ
فيتامين أ: ٥٠ ٪ من الكمية الموصى بها يوميا
النحاس: ٢٨٪ من الكمية الموصى بها يوميا
السيلينيوم: ٢٥٪ من الكمية الموصى بها يوميا
فيتامين ب٢ (ريبوفلافين): ٢١٪ من الكمية الموصى بها يوميا
الحديد: ١٢٪ من الكمية الموصى بها يوميا
فيتامين ج: ٩٪ من الكمية الموصى بها يوميا
البوتاسيوم: ٧٪ من الكمية الموصى بها يوميا
الزنك: ٥٪ من الكمية الموصى بها يوميا
فيتامين ب١(ثيامين): ٣٪ من الكمية الموصى بها يوميا
بالإضافة إلى ذلك ثمار توت الغوجي مليئة بأنواع مختلفة من مضادات الأكسدة القوية، بما في ذلك الكاروتينات والليكوبين واللوتين.
مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة
مثل معظم الأطعمة الفائقة الأخرى، يعتبر توت الغوجي مصدرا ممتازا لمضادات الأكسدة التي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي وحماية الجسم من المستويات العالية للإجهاد التأكسدي والالتهابات. والحصول على مضادات الأكسدة من خلال النظام الغذائي مهم للصحة والحماية من الأمراض المزمنة.
المواد المضادة للأكسدة تحمي انسجة الجسم من الجذور الحرة، والتي هي جزيئات ضارة يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الجسم. ويعزز توت الغوجي من نمو الخلايا الطبيعي ويساعد على إصلاح الحمض النووي.
توت الغوجي لديه قدرة امتصاص جذرية عالية للأكسجين -أوراك- [ORAC]، حيث يشير هذا التصنيف إلى كمية المواد المضادة للأكسدة في بعض الأطعمة، وتبلغ نسبة أوراك لتوت الغوجي درجة (٣٢٩٠).
درجة أوراك في توت الغوجي أعلى بكثير من درجات الموز (٧٩٥) كاما هو أعلى من التفاح (٢٨٢٨).
وأظهرت دراسة ازدياد علامات مضادات الأكسدة بأكثر من ٨ ٪ بين ٥٠ من البالغين الأصحاء الذين شربوا ١٢٠ مل من عصير توت الغوجي المركز يوميًا، مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا العصير.
وكشفت دراسة اخرى أجريت على الرجال والنساء من كبار السن يتمتعون بصحة جيدة، أن تناول مشروب توت الغوجي الممزوج بالحليب يوميًا لمدة ٩٠ يومًا زاد من مستويات مادة الزياكسانثين المضادة للأكسدة بنسبة ٢٦٪، كما زاد من إجمالي القدرة المضادة للأكسدة بنسبة ٥٧٪.
و إلى جانب مضادات الأكسدة يحتوي توت الغوجي على البوليفينولات او الفينولات المتعددة، والمركبات النشطة التي تساعد في محاربة الجذور الحرة وانخفاض الالتهابات. ويمكن مضاعفة كمية البوليفينولات من خلال مزج توت الغوجي مع قطع من الكاكاو الداكنة وتناولها كحلوى لذيذة!
فيما يلي فوائد توت الغوجي تبعًا للدراسات العلمية:
١) توت الغوجي لتقوية المناعة
أظهرت الدراسات أن توت الغوجي له خصائص معززة للمناعة بسبب وجود النشويات المرتبطة بالغليكوكوغونات. وثبت أن توت الغوجي يعزز جهاز المناعة عن طريق زيادة معدل تحول الخلايا اللمفاوية وتحسين وظائف الخلايا البلاعم، كما أنه يعزز نشاط أنواع مختلفة من الخلايا الليمفاوية مثل الخلايا التائية والخلايا (ت) القاتلة والخلايا القاتلة الطبيعية.
وفي أحد الدراسات أظهر المتطوعون من كبار السن الأصحاء أن تناول ١٠٠ مل من عصير توت الغوجي المركز يوميًا لمدة ٣٠ يومًا أدى إلى تحسين وظيفة المناعة من خلال زيادة في خلاياهم البيضاء ومستويات الغلوبولين المناعي ج [IgG] ومضاعفة نشاط إنترلوكين -٢ للخلايا البيضاء. هذا الأخير يحفز نمو خلايا الدم في الجهاز المناعي التي تحمي من الخلايا السرطانية والغزو الجرثومي.
٢) توت الغوجي لحماية العينين
مع كثرة استعمال الشاشات الإلكترونية (شاشة الهاتف أو الحاسوب) تتعرض العين لإجهاد مستمر وتزداد الإصابة بجفاف العينين.
تناول توت الغوجي هو طريقة آمنة وفعالة للتغلب على جفاف العينين.
توت الغوجي مكمل غذائي آمن ذو فوائد كبيرة، وهو يعمل على تخفيف أعراض جفاف العينين، وذلك من خلال تعزيز كمية الدموع المفرزة، وإصلاح خلايا سطح العين التالفة.
وأظهرت دراسة أن توت الغوجي يحمي شبكية العين من خلايا العقدة المسؤولة عن الجلوكوما (المياه الزرقا؛ الزرق)، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
تشمل فوائد توت غوجي أيضًا القدرة على حماية العيون من الأمراض المرتبطة بالعمر مثل الضمور البقعي، وهو السبب الرئيسي للعمى لدى كبار السن، ويمكن اعتبار توت الغوجي علاجا طبيعيا لتنكس البقعة الصفراء ومفيدا للرؤية بسبب مستوياتها العالية من مضادات الأكسدة (وخاصة الزياكسانثين)، والتي يمكن أن تساعد في وقف الضرر الناجم عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والجذور الحرة وغيرها من أشكال الإجهاد التأكسدي.
كما وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة البصريات وعلوم الرؤية [Optometry and Vision Science ] بالأكاديمية الأمريكية لعلوم البصريات أن شرب عصير توت الغوجي يوميًا كمكمل غذائي لمدة ٩٠ يومًا يزيد من مستويات الزياكسانثين في البلازما ومن مضادات الأكسدة بشكل كبير، مما يحمي العينين من نقص التصبغ وتراكم مركبات الإجهاد المؤكسد التي يمكن أن تلحق الضرر في البقعة الصفراء للعين.
٣) توت الغوجي لإنقاص الوزن الزائد
وجدت إحدى الدراسات الصغيرة أن تناول ١٤ غرامًا من ثمار العوسج (توت الغوجي) يوميًا يدعم عملية التمثيل الغذائي الصحي ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن. وقد لوحظ انخفاض كبير في الدهون في منطقة البطن، حيث وجد انخفاض في محيط الخصر لدى المتطوعين الذين تلقوا توت الغوجي يوميا، كم أن مضادات الأكسدة في توت الغوجي من المحتمل أن تساعد في تقليل الضغط التأكسدي، والذي يساهم بدوره في فقدان الوزن.
ويحتوي توت الغوجي على نسبة عالية من الألياف، والتي يمكن أن تساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم والشهية، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.
لدى توت الغوجي أيضا مؤشر غليكوزي منخفض [GI]، ويشير المؤشر الغليكوزي لطعام معين أو مشروب معين إلى تأثيره على مستويات السكر في الدم بمجرد تناوله، لأن الأطعمة التي لديها مؤشر غليكوزي منخفض تفرز السكر ببطء من الجهاز الهضمي في مجرى الدم، ويُعتقد أنها تساعد في تحسين الشعور بالامتلاء وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
يساعد في فقدان الوزن عن طريق زيادة معدل الأيض، فقد وجدت إحدى الدراسات أنه عندما يستهلك الرجال والنساء ذوو الوزن الزائد جرعة واحدة مقدرة ب ١٢٠ مل من عصير توت الغوجي المركز، تكون قدرتهم على حرق السعرات الحرارية بعد ساعة واحدة أكبر بنسبة ١٠٪ من أولئك الذين لم يستهلكوا العصير، وعندما استهلك المشاركون عصير توت الغوجي على مدى ١٤ يومًا، انخفض محيط الخصر لديهم بمعدل ٤٫٧ سم مقارنةً بمجموعة التحكم.
٤) توت الغوجي للتحكم في السكري
وجدت إحدى الدراسات أن تناول مكملات توت الغوجي ساعد في انخفاض مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع ٢. وأظهرت الأبحاث التي أجريت عام ٢٠١٥م أن توت الغوجي يوازن بين مستويات الأنسولين والجلوكوز في الدم.
أعطت إحدى الدراسات مستخلص توت الغوجي الذي يحتوي على عديد السكاريد[polysaccharide] إلى الفئران المصابة بداء السكري من النوع 2 لمدة أربعة أسابيع. ووجد الباحثون أن مستويات الجلوكوز في الدم انخفضت في ما يقرب من ٣٥٪.
وأظهرت دراسة أن مستخلص غوجي بيري يعزز حساسية الأنسولين عن طريق زيادة امتصاص الجلوكوز في الخلايا من خلال جزيء الناقل غلوت٤ [GLUT4] وعن طريق زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس.
٥) توت الغوجي لزيادة التركيز والأداء الرياضي
يمكن تناول توت الغوجي كوجبة خفيفة مقوية قبل أداء التمرين، فقد وجدت دراسة صغيرة للغاية أن المشاركين الذين تناولوا الفاكهة بانتظام (في شكل عصير) أفادوا عن زيادة الطاقة وأداء رياضي أفضل. وشعروا أيضًا بقدرة أكبر على التركيز.
من المعتقد أن مستخلص توت الغوجي يمكن أن يعزز تكوين الجليكوجين في العضلات والكبد، وهو شكل تخزين من الجلوكوز يساعدك في الحفاظ على النشاط البدني.
قد يؤدي أيضًا إلى تسريع عملية تطهير نيتروجين اليوريا في الدم [BUN]، وهو منتج نفايات ينتجه الجسم بعد التمرين الشاق. ففي إحدى الدراسات التي تم مراقبتها، استهلك عدد ٣٤ من الرجال والنساء الأصحاء حوالي ١٢٠ مل من عصير التوت غوجي المركز لمدة ١٤ يومًا، وكانت النتيجة زيادة الطاقة وتحسين أداء التمارين وتحسين نوعية النوم وتقليل الإجهاد والتعب مقارنةً قبل البدء في تناول العصير. كما أبلغوا عن شعورهم بالسعادة.
ومن ناحية أخرى فإن مضادات الأكسدة الموجودة في توت الغوجي تساعد في محاربة الإجهاد التأكسدي، ويمكن أن تساعد في تخفيف الألم وأعراض التهاب المفاصل، وعندما أعطى العلماء الفئران مكملات توت الغوجي، زادت المرونة العصبية في المفاصل.
٦) توت الغوجي للشيخوخة
تناول توت الغوجي بانتظام يمكن أن يبطئ علامات الشيخوخة، بما في ذلك الأمراض المرتبطة بالعمر مثل الخرف، ووفقًا لمقال نشر في مجلة البيولوجيا العصبية الخلوية والجزيئية. ويشير الباحثون إلى السكاريد، وهو كربوهيدرات في توت الغوجي يساعد على تقليل الالتهاب وتقليل التوتر في الجسم بما يفيد الجسم كله، بما في ذلك الدماغ.
المواد المضادة للأكسدة مثل تلك الموجودة في توت الغوجي قد تساعد في مكافحة الشيخوخة عن طريق منع الجذور الحرة من إتلاف الكولاجين في الجلد.
كما أظهرت إحدى الدراسات أن مستخلص توت الغوجي يحول دون التسكر، وهي عملية تؤدي إلى تقدم العمر في الجلد .
ووجدت دراسة أنبوبية أخرى أن مستخلص ثمار العوسج أو توت الغوجي تعزز من إنتاج الحمض النووي في بعض الخلايا، وحمايتها من الشيخوخة الناجمة عن تلف الحمض النووي.
٧) يحسن من الاكتئاب والقلق والنوم
توت الغوجي قد يمكنها تحسين المزاج ونوعية النوم والحد من الاكتئاب والسلوكيات الشبيهة بالقلق. فقد وجدت الدراسة التي أشرنا إليها في الأعلى والتي أجريت لمدة أسبوعين على المشاركين أدت إلى تحسن الأداء الرياضي.
أجرى الباحثون قياسات لتسجيل ضغط الدم لكل مشارك، وكتلة الجسم، والوزن، والنبض، والرؤية قبل وبعد ١٤ يومًا من الدراسة أفادت المجموعة الممنوحة لعصير توت الغوجي عن تحسين الطاقة والقدرة على التركيز، وتحسين الأداء الرياضي، والأداء الذهني، والشعور بالهدوء والرضا في اليوم الخامس عشر من الدراسة. كما أظهرت الدراسة تحسن نوعية النوم عند أولئك الذين تناولوا عصير توت الغوجي، ولم يتعرض أي منهم لآثار سلبية تتعلق بشرب العصير.
٨) توت الغوجي قد يحمي من السرطان
نظرًا لاحتواء توت الغوجي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، بما في ذلك فيتامين ج، زياكسانثين، والكاروتينات، تمنح المستويات العالية من هذه المركبات توت الغوجي قدرة لمحاربة الخلايا السرطانية، ومحاربة نمو الورم، وخفض مستويات السيتوكينات الالتهابية وتطهير الجسم من السموم الضارة.
تمتد فوائد توت الغوجي أيضًا إلى أجزاء أخرى من الجسم بفضل السكريات العديدة ومركبات الجليكوكوجنات التي تعزز أنشطة الدفاع المناعي للجسم ولها تأثير مضاد للأورام وتعزز من مضادات الأكسدة في المخ والكبد والأعضاء التناسلية والجهاز الهضمي. وأظهرت دراسات أنبوبية أن مستخلص توت الغوجي يعوق نمو الخلايا السرطانية، ويمنعها من الانتشار وحتى تدميرها.
وتفيد التقارير أن توت الغوجي له خصائص مضادة للشيخوخة ويظهر أنشطة مضادة للورم ضد أنواع مختلفة من خلايا سرطان الجلد عن طريق تثبيط نمو الورم وحفز موت الخلايا المبرمج.
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن اتباع نظام غذائي منتظم من توت الغوجي يحول دون تطور الأورام السرطانية، وأشارت إلى أن التأثير المثبط للورم قد يكون بسبب قدرتها على زيادة مستويات مضادات الأكسدة وتقليل مستويات السيتوكينات الالتهابية مثل إل-٥ و إل-٨ [IL-5, IL-8] في الدم.
ووجدت دراسة أجريت على ٧٩ شخصًا مصابين بالسرطان المتقدم أن الذين تلقوا العلاج المناعي بالإضافة إلى مستخلص توت غوجي المركز شهدوا معدلًا أعلى بنسبة ٢٥ في المئة من تراجع السرطان مقارنةً بأولئك الذين تلقوا العلاج المناعي وحده.
وتوت الغوجي متاح على نطاق واسع للشراء في محلات الأغذية الصحية وعبر الإنترنت.