الصوم المتقطع… طريقة مثالية لإنقاص الوزن

جميع الناس يقومون بعملية الصيام عن الأكل وهم لا يشعرون، ربما تستغرب ذلك، فأنت تقوم من فراشك بعد نوم طويل، ربما تشعر بالجوع فأنت لم تأكل لمدة ٨ ساعات في المتوسط، هذه الفترة التي لم تأكل فيها خلال النوم يمكن تسميتها بالصيام، ولعل كلمة الفطور في اللغة العربية التي تعني: كل ما يفطر عليه الصائم من تمر ونحوه، وما يفطر عليه المُفْطر في الصباح، تأتي من المصدر فطر ويعني شقّ أو كسر الصيام، المعنى متقارب جدا في التسمية الإنجليزية لوجبة الفطور (breakfast) التي تتكون من كلمتين (break و fast) والتي تعني أيضا كسر الصيام.

أنواع الصيام المتقطع تبعًا لعدد ساعات الصيام

هنا يظهر الصوم المتقطع في أبسط صوره ، فأنت عادة في اليوم الذي يتكون من ٢٤ ساعة قد صمت لمدة ٨ ساعات خلال فترة النوم، والفترة التي سمحت لنفسك فيها بتناول الطعام هي الوقت المتبقي من اليوم: ١٦ ساعة.

ولكن يوجد أشكال أخرى للصيام المتقطع، فيمكن أن تمدّ فترة صومك في الصباح الباكر وتضيف إليها ٤ ساعات إضافية  إلى ما بعد الاستيقاظ وتلغي وجبة الفطور، وتتناول وجبة الغداء، فصبح الفترة ١٢ ساعة صيام ١٢ ساعة تناول للطعام (١٢\١٢)، ولكن التأثير الأقوى للصيام يبدأ من ١٦ ساعة للصيام مع ٨ ساعات مسموح فيها الأكل (١٦\٨). ويمكن أن تزداد الصورة شدّة وتسمح لنفسك فقط بالأكل لمدة ٤ ساعات في اليوم   (٢٠\٤).
ربما تذكرنا هذه الصورة للصيام المتقطع كصيام رمضان في فترة الصيف في الدول الإسكندنافية، حيث تطول  فيها فترة النهار ويقصر فيها الليل، ولكن هناك نقطة جوهرية في الصيام المتقطع ألا وأنه يسمح بشرب الماء والسوائل الأخرى الخالية من السكر خلال فترة الصيام ولكن باعتدال.

 

 

الأنواع بالنسبة لعدد الأيام التي يتم فيها الصيام:

(١؛١) أي صيام متقطع ليوم وإفطار ليوم آخر بشكل متبادل.  
(٥؛٢) أي صيام متقطع ليومين غير متتالين في الأسبوع مقابل إفطار ٥ أيام أخرى.

الفائدة الصحية للصوم المتقطع على الجسم:

لعل أكثر الاستعمالات للصوم المتقطع هو في مجال إنقاص الوزن الزائد،  والفكرة الأساسية تعود إلى استخدام الطاقة الزائدة والمخزنة  في الجسم، في الفترة التي يتم فيها الصيام يحتاج الجسم إلى طاقة، ويضطر في البداية إلى استعمال مخازن الجليكوجين في الكبد والعضلات،  ومن ثم استعمال الطاقة المخزنة المخزنة على شكل دهون في الخلايا الدهنية.

والصوم المتقطع وسيلة فعالة جدا لإنقاص الوزن، وهناك شعور بنوع من الراحة في هذا النوع من الصيام بسبب السماح بشرب السوائل التي لا تحتوي على سكر، وفيها نوع من السهولة في الأداء حيث يمكن بكل يسر إلغاء أحد الوجبات الرئيسية أو اثنتين منها حسب درجة الصيام التي تنوي القيام بها…

فوائد أخرى مرجوة هو زيادة راحة الجهاز الهضمي طوال فترة الصيام وذلك بعدم انشغاله بعملية الهضم والتفرغ لعملية تجديد الخلايا وإزالة السموم منها، فأجهزة الجسم تكون في عملية تجدد دائم، ووهذا مفيد في حالة الأمراض المعوية والقولون العصبي، مما يفيد في التقليل من معدل الالتهابات في أنسجة الجسم، وإعادة التوازن إلى الكثير من الهرمونات التي قد تفرزها أعضاء الجسم المختلفة، فهناك أسباب قد تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات معينة عند تناول الطعام باستمرار، مثل الأنسولين  والذي يؤدي كثرته إلى ارتفاع مقاومة الأنسولين، وبذلك يفيد الصيام المتقطع بشكل غير مباشر في الوقاية من السمنة والسكري النوع ٢ والأمراض المرتبطة بارتفاع الدهون مثل أمراض القلب والأوعية.

ما ننصح به هو شرب السوائل الخالية من السكر مثل الماء أو الماء الممزوج بقليل من الليمون أو الشاي الأخضر، باعتدال أثناء  فترة الصيام المتقطع، واختيار أيام متباعدة. بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وخصوصا رياضة المشي أو ركوب الدراجات التي تزيد من فعالية عملية الصيام.