السمنة، مرض العصر…

السمنة مرض العصر المزمن

السمنة مرض العصر

مع انتشار السمنة في العالم وازديادها بين السكان إلى ثلاثة أضعاف خلال العقود الأربعة الأخيرة، أصبحت السمنة وباءًا مقلقًا ومشكلة عالمية، مرتبط بأمراض متعددة خطيرة مؤثرة على الصحة والعمر وإزدياد تكاليف العلاج إلى الأضعاف مما يعد عبئا على ميزانية البلدان التي تعاني منها، وتم مؤخّرًا بتصنيف السمنة على أنها مرض يجب مداواته.

تعريف السمنة

السمنة هي تراكم غير طبيعي للدهون في الجسم بنسبة 20٪ أو أكثر من وزن الجسم المثالي، وهذا الوجود الكثيف للدهون يشكّل عبئا ثقيلا على الجسم وأجهزته على المدى الطويل، ويمكن أن يسبّب مضاعفات خطيرة على أعضاء الجسم منها السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لذلك يجب معالجة السمنة في بدايتها لتجنت هذه المضاعفات، ومن الأفضل الوقاية من مرض السمنة منذ الصغر.

الأسباب

للسمنة أسباب متعددة يمكن أن تكون وراثيّة أو جسميّة أو بيئيّة، يمكن كل منها أن يلعب دورا في نشوء السمنة، نذكر منها:

• التغذية الغير صحيّة مثل تناول الأطعمة السريعة والحلويات المليئة بالسكريات، وعدم تناول الأغذية الصحية والغنية بالألياف مثل الخضراوات.
• الاختلالات الأيضيّة والهرمونيّة للجسم مثل نقص نشاط الغدة الدرقية وارتفاع مقاومة الأنسولين.
• قلة النشاط الحركي  والاعتماد على التنقل بالسيارات أو وسائل النقل الأخرى وعدم ممارسة الأنشطة البدنية مثل الركض والسباحة وركوب الدراجة بشكل دوري  وممارسة الأنشطة السلبيّة مثل ممارسة العمل المكتبي والجلوس لمشاهدة التلفاز لمدة طويلة.

• الجيّنات الوراثيّة: تحدث التغيرات الوراثية في البشر ببطء شديد بحيث لا تكون مسؤولة عن وباء السمنة. ومع ذلك، فإن الاختلاف في كيفية استجابة الناس للبيئة التي تشجع على عدم النشاط البدني وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية يشير إلى أن الجينات تلعب دوراً في تطور السمنة.
• تأثيرات ماقبل الولادة وما بعد الولادة
• التأثيرات البيئيّة:  التغيرات البيئية والمحيطية مثل العيش في المدن وتغير نمط الحياة مثل الأكل السريع وقلة المشي وازدياد الأمراض المزمنة، وازدياد السموم في الجسم، والتوتر والعمل لساعات طويلة وعدم النوم بشكل صحي.

 

المضاعفات

ترتبط البدانة مع زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة وقد تؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة المبكرة. ومن أمثلة المضاعفات الخطيرة على أعضاء الجسم نذكر التالي:

• السكري نوع ٢
• الجلطة القلبيّة
• ارتفاع الضغط
• التهاب المفاصل العظمي
• العقم
• بعض أنواع السرطان

‎التشخيص

الطريقة المتبعة حاليا والمنتشرة بين الأطباء هي حساب مؤشر كتلة الجسم، وهي ناتج تقسيم الوزن على مربع الطول.

مؤشر كتلة الجسم ( م ك ج) ‪=‬ الوزن  بالكيلوغرام (كغ) \ مربع الطول بالمتر (م)

وأحد عيوب مؤشر كتلة الجسم ( م ك ج) أن القيمة لا تدل على اذا كانت الزيادة في دهون الجسم أم زيادة عضلية كما في رياضة كمال الأجسام، كما أن ( م ك ج) لا يدل على أماكن زيادة الوزن في الجسم مثل البطن، ومن المعلوم أن دهون البطن أو الكرش هي الأكثر ضررا لجسم الانسان، حيث تزيد من خطورة الاصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري، ووجد العلماء طريقة سهلة لحساب زيادة الوزن في الجسم، وهي تقسيم محيط خصر الشخص على طوله،  في الطريقة الجديدة وجد أنه ينبغي أن يكون محيط الخصر أقل من نصف طول الجسم، أي أن من طوله 180 سم يجب أن لا يتعدى محيط خصره 90 سم. وهذه الطريقة هي أجدع للتنبؤ بدرجة خطورة السمنة وتأثيرها على الجسم مثل أمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري، وبعد التشخيص الأوّلي، يعمل الطبيب على تحديد نوع السمنة عبر معرفة الأعراض المصاحبة للسمنة وطلب إجراء الفحوصات المخبرية المناسبة.

‎الوقاية

يستحسن الوقاية من مرض السمنة منذ الصغر، و ذلك يكون ب :
• اتباع نظام غذائي سليم ومتنوّع
• تجنب السكّريات والدهون الصناعيّة المشبّعة الموجودة في المنتجات المصنعة
• عدم المداومة على تناول وجبات الأكل السريع
• زيادة النشاط الحركي للجسم
• ممارسة الرياضة بانتظام

‎العلاج

أما العلاج الفعاّل للسمنة فيتطلب برنامجا مخصّصا لكل حالة تبعا للأسباب والأعراض المصاحبة للسمنة، تشمل تغيير نمط الحياة والعادات الغذاإية بالإضافة إلى اتباع نظامًا مخصصًا للتغذية والعلاج بالوخز بالإبر.

الوخز بالإبر علاج فعال للسمنة

أثبتت الدراسات فعاليّة الوخز بالإبر (acupuncture) في علاج السمنة، حيث له مفعول مضاعف في إنقاص الوزن وإعادة الوزن الطبيعي للجسم، ويؤثر على محاور متعددة على مستوى الخلايا، وعلى مستوى أعضاء الجسم وعلى الناحية النفسية.

فوائد العلاج بالوخز بالإبر:

• التأثير على مراكز الجوع والشبع مما يؤدي إلى الحد من الشهيّة والجوع الشديد،

• تنشيط العمليّات الحيويّة للجسم من هضم وإخراج وحرق للطاقة المخزّنة ❨الدهون❩،

• إعادة التواز الهرموني لغدد الجسم تقوية أعضاء الجسم وإزالة التعب والإرهاق مما يزيد النشاط العام للجسم، وبالتالي حرق الطاقة المخزّنة ❨الدهون❩،

• التأثير على الجانب النفسي من خلال المساعدة على الاسترخاء وإزالة التوتّر والعصبيّة  التي تؤثّر سلبيًا على أعضاء الجسم والعادات الغذائية.

• عند استعمالها موضعيا في مناطق السمنة تساعد في تفتيت الخلايا الدهنيّة وتصغير حجمها.

 

شاهد أيضاً

ما قبل السكري… اتخذ خطوات!

حالة ما قبل السكري المسبّب الرئيسي لمرض السكّري من النوع الثاني [Diabetes Type 2]، والذي …