ما هو الكركم؟
هو من أكثر التوابل استعمالا في العالم، فهو يدخل كمكوّن رئيسي في خلطة الكاري الشهيرة، ويسمّى الكركم أحيانًا بالعصفر؛ نظرًا للونه المائل للصّفار، وقد تمّ رصد العديد من الفوائد للكركم، ممّا جعل الكركم من أكثر الأعشاب التي تمّ دراستها على الإطلاق.
ينمو نبات الكركم الذي يُعدّ من فصيلة الزنجبيليات في جنوب شرق آسيا؛ خصوصًا في أندونيسيا والهند، ويتمّ تجفيف جذر الكركم ثمّ يتم طحنه والذي ينتج عنه المسحوق الأصفر المستعمل بشكل شائع كتوابل في المأكولات الآسيوية.
ويحتوي الكركم على العديد من المركبات الكيميائية أشهرها الكركمين والذي يعتبر هو المادّة الفعّالة الرئيسية في نبتة الكركم، وله الكثير من الفوائد الصحّيّة لجسم الإنسان.
أهم فوائد الكركم للجسم ..
١) الكركم كمضاد للالتهابات
من أكثر فوائد الكركم أهمية هو قدرته على السيطرة على الالتهابات، والتي تعتبر مسبب رئيسي للكثير من الأمراض، مثل التهاب المفاصل والأمراض المعوية المزمنة.
فقد نشرت أحد المجلات العلمية نتائج دراسة قامت بتقييم العديد من المركبات المضادة للالتهابات ووجدت أن مادة الكركمين الموجودة في الكركم من بين المركبات المضادة للالتهابات الأكثر فاعلية في العالم؛ مقارنة بالكثير من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية) مثل الأسبرين والأيبوبروفين.
٢) الكركم كمسكّن طبيعي للألم
أشارت دراسات علميّة متعدّدة إلى أن الكركم له قدرة على علاج الآلام، بحيث يمكن إدراجه على قائمة المسكنات الطبيعية القوية.
ووجدت الدراسات أن الكركمين يمكن أًن يكون مفيدا لآلام ما بعد العمليات الجراحية، وآلام التهاب المفاصل التي تسببها الالتهابات، وآلام الفكين والأسنان، والآلام الناتجة من الإصابات المزمنة والحروق، كما أنّه يساعد على التئام الجروح ويعمل أيضا على الحد من الاكتئاب الناتج عن الآلام.
٣) الكركم كمضاد للاكتئاب
أثبتت عشرات التجارب فعاليّة الكركم في الحد من أعراض الاكتئاب، ففي أحد الدراسات السريرية تمّ مقارنة الكركمين مع دواء فلوكستين المضاد للاكتئاب، ووجدت الدراسة التي أجريت على ٦٠ متطوعًا مصابين بالاكتئاب أن الكركمين كان فعالاً بنفس المقدار مثل فلوكستين في علاج الاكتئاب.
وأظهرت دراسات أخرى مقارنة بدواء وهمي، أن الكركمين يقلل بشكل فعال من أعراض الاكتئاب أكثر من الدواء الوهمي.
ويبدو أن هذه النتائج مرتبطة بالطريقة التي يؤثر بها الكركمين على وظيفة النواقل العصبية داخل الدماغ، من خلال التاثير على عامل التغذية العصبي المشتق من الدماغ [brain-derived neurotrophic factor].
٤) الكركم كمثبط للجلطات الدموية
أظهرت الكثير من الدراسات قدرة الكركم على تثبيط تجمّع الصفائح الدموية، ممّا يقلّل من خطر تشكّل الجلطات داخل الأوعية الدموية، حيث يقوم الكركمين الموجود في الكركم على تثبيط الثرومبوكسان أحد المواد التي تتكّون نتيجة الالتهابات المزمنة وتعمل على تخثّر الدم.
لذلك يعتبر الكركم من الأغذية المهمّة للأشخاص المعرضين لتخثر الأوعية الدموية مثل المدخنين ومرضى القلب ويتطلبون علاجًا مضادًا للتخثّر، كما يستحسن تناوله أثناء السفر بالطائرة أو وسائل النقل الأخرى لمسافات طويلة، حيث تزيد تسبة حدوث تجلطات الأوردة العميقة.
٥) الكركم للتحكّم في السكّري
الكركم من أكثر الأعشاب المفيدة لمرضى السكري، فقد نشرت دراسة في أحد المجلات العلمية تبيّن قدرة الكركمين على تقليل مستويات سكّر الدم المرتفعة. واكتشفت الدراسة أن الكركمين أكثر فعالية من الميتفورمين (وهو أحد أدوية مرض السكر الشائعة) بأكثر من ٤٠٠ مرّة في تنشيط إنزيم أم ب ك (بروتين كيناز أ م ب المنشط).
ويعدّ اكتشاف كيفية تنشيط هذا الإنزيم هدفًا كبيرًا لتطويرعلاجات أكثر فعالية للحد من مقاومة الانسولين وعكس مرض السكري من النوع الثاني.
ويعمل الكركم بشكل فعال على التقليل من الأعراض المصاحبة لمرض السكر فمن خلال تأثيره المضاد للالتهابات. يعمل على تقليل المركبات المرتبطة بالالتهابات في مرض السكري.
ويعمل الكركمين على خفض مضاعفات السكّري مثل اعتلال الأعصاب السكّري، والذي يؤدي إلى تلف الأعصاب المحيطة ويمكن أن يسبب أعراض خطيرة في جميع أنحاء الجسم من ضعف العضلات إلى العمى. ووجدت دراسة أنّ الكركمين قلّل بشكل كبير من ألم الأعصاب المحيطية لدى السكري.
وفي دراسة أخرى اثبتت أنّ الكركمين يعمل على حماية الكليتين لدى مرضى السكري من التلف الناتج عن اعتلال الكلية السكري.
٦) الكركم لإزالة السموم
أحد الفوائد المهمّة للكركم هو قدرته على إزالة السموم من الجسم. فنظًرا لانتشار السموم في الجو واستعمال المبيدات الحشرية بكثرة وانتشار وباء التدخين يوجد احتمال أكثر لتعّرض جسم الإنسان للسموم من الأغذية أو المحيط البيئي، والتي تزيد من نسبة الالتهابات وترفع من مخاطر الإصابة بالسرطان.
ولأنّ الكبد هو العضو الفعّال لإزالة السموم، تظهر علامات الإجهاد عليه عند التعرّض لهذه السموم بشكل مفرط، وقد تبين أن استهلاك الكركم ومركبه النشط الكركمين الذي يعمل أيضًا كمضاد للأكسدة ومضاد للاتهابات، يمكن أن يساعد الكبد على إزالة السموم من الجسم بشكل فعال، والحد من بعض آثار المواد الخطرة مثل التدخين المسببة للسرطان.
٧) الكركم لتعزيز صحّة الجلد
الكركم أثبت فعاليته في علاج العديد من الأمراض الجلدية نظرًا لخواصه المضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة.
والكثير من الأبحاث أثبتت أن الكركم يساعد في شفاء الجروح وتنظيف مسامات الجلد مما يقلل من ظهور حبوب الشباب والندبات الناتجة عنها، كما أن له تأثير مضاد للصدفية ، ويعمل على زيادة تغذية البشرة لتصبح نضرة وفاتحة.
٨) الكركم يمكن أن يساعد في منع بعض أنواع السرطانات
أظهرت عدد من الدراسات المخبرية على الخلايا السرطانية أن الكركمين يمتلك تأثيرا مضادا للسرطان، كما أنه قادر على قتل الخلايا السرطانية ومنع من نمو المزيد من الخلايا السرطانية وخصوصا سرطان الثدي والأمعاء والمعدة والجلد.
ويبدو أنّ بعض النباتات ومنها الكركم لديها القدرة على استعادة الجينات الطبيعية أي التخلص من التلف الذي يحدث في جينات الخلايا لدى مرضى السرطان ولكن بدون التأثير السمّي لبعض الأدوية.