الشاي الأخضر لإنقاص الوزن…

كيف يقي الشاي الأخضر من السمنة…


للشاي الأخضر تاريخ عريق في البلدان الآسيوية، وبسبب فوائده الصحية المتعددة انتشر شربه في جميع أنحاء العالم، وبالأخص شرب الشاي الأخضر لإنقاص الوزن.

وقد تم ربط الكاتيخين، وهي مادة البوليفينول المضادة للالتهابات الموجودة في الشاي الأخضر، بالتأثير المضاد للسرطان وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكبد.

وبناءًا على دراسات سابقة  تبيّنَ أن الشاي الأخضر قد يمنع السمنة ويحمي من الالتهابات في الأمعاء. لكن دراسة جديدة كشفت الأسباب التي تجعل من مشروب الشاي الأخضر مثاليا لمحاربة السمنة؛ خصوصا إذا تم تناوله مع الطعام!

وتبين من خلال الدراسة التي نشرت في مجلة الكيمياء الحيوية التغذوية، أن الشاي الأخضر يقلل من السمنة وعدد من المؤشرات الحيوية الالتهابية المرتبطة بسوء الصحة.

وكان الهدف من الدراسة  هو معرفة كيف يمنع الشاي الأخضر زيادة الوزن، حيث يمكن يؤدي ذلك إلى توصيات صحية أفضل. فقد كانت نتائج الدراسات السابقة متضاربة، فالبعض منها يدعم أن الشاي الأخضر جيد لفقدان الوزن، لكن الكثير من الأبحاث الأخرى لم تظهر أي تأثير، على الأرجح بسبب تعقيد بنية النظام الغذائي وعوامل أخرى متعلقة بنمط الحياة.

وأجريت هذه الدراسة على مجموعتين من الفئران الذكور، لمدة ثمانية أسابيع تم تغذية المجموعة الأولى نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون مصمم ليؤدي إلى السمنة، بينما تم تغذية المجموعة الأخرى بنظام غذائي اعتيادي. في كل من هذه المجموعتين، تناول نصف العدد مستخلص الشاي الأخضر مع طعامهم.

ثم قام الباحثون بقياس وزن الأنسجة والدهون ومقاومة الأنسولين وعوامل أخرى شملت:

• نفاذية القناة الهضمية ، أو  “تسريب” جدران الأمعاء.

• انتشار السموم الداخلية والمكونات السامة للبكتيريا من الأمعاء إلى مجرى الدم، التي تؤدي إلى نشوء الالتهابات ومقاومة الأنسولين.

• التهاب الأنسجة الدهنية والأمعاء.

• تكوين بكتيريا الأمعاء، والتي من المعروف أنها تؤثر في مجموعة متنوعة من العوامل الصحية.

اكتسب نصف المجموعة التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون مضافا إليه مستخلص الشاي الأخضر وزنا أقل بنحو ٢٠٪ . بالإضافة إلى ذلك كانت المجموعة أقل مقاومة الأنسولين، من التي تغذت على نظام غذائي مماثل  بدون مستخلص الشاي الأخضر.علاوة على ذلك كان لديها التهاب أقل في الأنسجة الدهنية والأمعاء.

كما ظهر أن الشاي الأخضر يحمي من انتشار السموم الداخلية والمكونات السامة للبكتيريا من الأمعاء إلى مجرى الدم.

من ناحية أخرى وجد الباحثون دليلًا على وجود جدران أمعاء أقوى أقل تسريبًا. الأمعاء المتسربة مشكلة صحية خطيرة في الجسم تساهم في انتشار الالتهاب وتسبب في  الكثير من المشاكل الصحية المزمنة.

بناءا على ذلك وجد الباحثون أن الشاي الأخضر يساهم في مجتمع صحي للميكروبات في الأمعاء. بينما حذروا من أن مكمّلات الشاي الأخضر “الحبوب المستخلصة” لن تكون بديلاً واضحًا عن شرب مشروب الشاي الأخضر على مدار اليوم، بسبب كيفية استقلاب الجسم للكاتيخينات الموجودة في الشاي.  

 وكان استهلاك الشاي الأخضر في التجربة يعادل حوالي ١٠ أكواب من الشاي الأخضر طوال اليوم للشخص البالغ. قد يبدو هذا الكثير من الشاي، لكنه ليس غريباً في أجزاء معينة من العالم التي يتناول أفرادها الشاي الأخضر طوال اليوم!

 

 

 وتنصح الكثير من الدراسات تناول من ٣ إلى ٥ أكواب على الأقل من الشاي الأخضر يوميا للحصول على فوائده. كما إن إضافة الليمون المعصور  إلى الشاي الأخضر،  يساعد على امتصاص الحديد لدى الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم ونقص الحديد، كما يساعد على امتصاص الكاتاخينات المركبات الموجودة في الشاي الأخضر ذات الفائدة المرجوة. 

يبدو أن الفوائد التي شوهدت تنبع من تحسن صحة الأمعاء، بالأخص نفاذية أقل في جدران الأمعاء، وبذلك يساهم شرب الشاي الأخضر في الوقاية من الحالة  التي تسمّى “الأمعاء المتسربة ” التي تؤدي إلى نشوء الكثير من الأمراض المزمنة.

و توفر هذه الدراسة دليلًا على أن الشاي الأخضر يشجع نمو بكتيريا الأمعاء الجيدة، وهذا يؤدي إلى سلسلة من الفوائد التي تقلل بشكل كبير من خطر السمنة. 

وفي النهاية يأمل الباحثون أن تحدد الأبحاث المستقبلية ما إذا كان شرب الشاي الأخضر قد يكون استراتيجية جيدة لأولئك الذين يتطلعون إلى تقليل فرصهم في أن يصبحوا يعانون من السمنة المفرطة.

وعادة لا تنجح النصائح الشائعة بتخفيض تناول السعرات الحرارية وممارسة المزيد من التمارين دائمًا في التغلب على السمنة. لذلك من المهم وضع عادات سهلة التطبيق؛ مثل شرب الشاي الأخضر لتعزيز الصحة والمساعدة في التغلب على السمنة والمشاكل المرتبطة بها!

 

شاهد أيضاً

المضمضة بزيت جوز الهند

فوائد المضمضة بزيت جوز الهند

يستخدم زيت جوز الهند مثل غسول الفم عبر المضمضة بالزيت لمكافحة تسوس الأسنان و التهاب اللثة و رائحة الفم الكريهة...